المسحراتي تراث هل سيدخل وادي الانقراض
التراث الشعبي دائما مايكون معرض للانقراض بين الحين والاخر مع دخول الحداثة الىمتنوعة ومع قوة هذا التراث او ذاك الا ان دخوله في كان ماضي محتمل وبقوة مهما كانت قوة دفاعه عن نفسه وبالاخص عندما يكون في زمان ومكان لا يعطوه القدر والتقدير وهذا رغم قلته الا انه موجود بحيث يكون التراث لكل بلاد محفوظ في زاوية خاصة من زواية الاهتمام من قبل الدولة نفسها او اناس مهتمين بالتراث والموروث والذي يعد من تاريخ تلك الدولة او الشعب .
كنت اليوم في تقديم حلقة عبر احد الاذاعات المحلية في مدينتي في برنامج اجواء رمضان وتناولت مع زملائي موضوع تراثي جميل اعادني الى ماضي اجمل رغم وجود مسببات تجعله ينقرض وبسرعة الا انه مازال محافظ على مكانته ووجوده في الشارع الشعبي والاسلامي التراثي الا وهو المسحراتي ( ابو طبيلة ) وكان معنا في البرنامج احد اصحاب تلك المهنة التراثية حيث اخذنا الى عالم بعيد عن عالمنا ، عالم كان فيه كل شيء جميل مع بساطته ، لم تكن تكنلوجيا لم تكن حداثة الا ان العيش في ذلك الزمن كان يحمل معاني الجمال والطيبة والالفة بين كل ابناء المدينة او القرية .
المسحراتي تراث قديم جميل جدا مع قلة امكانيته وهو عبارة عن طبله وعود وصوت جهوري ينادي مع الدق على الطبله ( سحور سحور اكعد يصايم وحد الدايم ) وطبعا تختلف كل دقت طبل عن اخرى بالنسبة للبلدان بل حتى للمدن اضافة الى عبارة المناداة للسحور من قبل المسحراتي نفسه
الان مرت السنين تتلو السنين ومازال المسحراتي يمارس مهنته ولكن اي مهنة واي تراث واي حفاظ على هذا التراث الجميل الرمضاني الذي نعيش معه لحظات جميلة بما يبذله من جهد منذ تلك السنوات التي كان يمارس دوره بكل وفاء ببرد الشتاء القارص وبخطورة الانظمة الجائرة الى عدم فهم التراث الشعبي العراقي من قبل الاحتلال الى القتل في زمن رخص الفرد العراقي الى ان وصل الى مرحلة الحداثة التكنلوجية التي جعلت من الصائم صاحي الى وقت اذان الفجر على المسلسلات المتنوعة ومواقع التواصل الاجتماعي فظلا عن وجود التوقيت من الساعة والجوال كل ذلك جعل المسحراتي يدخل باب الانقراض النسبي وبالاخص بعد منعه في اكثر المناطق جبرا وتفويضا لسوء الاحداث او لطلب الجهات وكما حصل في مدينة اربيل من منعه من قبل الجهات الامنية بطلب من الاهالي !!!!!!!
فيا ترى بعد كل هذه السنين ومع دخول الحداثة القوية هل سيكون المسحراتي تراث يدخل في وادي الانقراض ؟ ام سيبقى محافظ على مكانته رغم ضعفها ؟
هذا ماسيثبته الزمن الينا في القادم
كل رمضان وانتم بخير
Post a Comment