نساء كادحات يعملن في النفايات همهن العيش بكرامة والرزق الحلال !
زيد الفتلاوي
رحلة طويلة تقضيها الكثير من النسوة في احدى قرى محافظة الديوانية (180 كم جنوب بغداد ) من اجل الحصول على لقمة عيش بالحلال لسد رمق اطفالهن الصغار بعد ما حرمو من ابسط الخدمات التي ينادي بها الكثير من حقوق المرأة والطفل وغيره فلا راتب يحصلن عليه من دائرة الرعاية الاجتماعية ولا رجال يعملون لغياب الكثير منهم مابين الموت والمرض.
ام علي ذات الثلاثة اطفال وزوج مصاب بالشلل النصفي تعيش وسط خيمة لا تقيهم برد الشتاء ولا زخات المطر يبدأ يومها منذ الصباح الباكر لجمع العلب الفارغة وغيرها من النفايات المليئة بامراض متعددة لتنتظر من يشتري منها ما تجمعه بابخس الاثمان تحدثت الينا قائلة ان “يومي يبدأبعد صلاة الفجر اقوم بتحضير وجبة الافطار من خبز اعمله بتنور الطين وبعض الحليب الذي احصل عليه من المواشي القليلة التي نملكها لكي استعد لرحلة البحث في النفايات “
واشارت الى ان “العيش داخل الخيمة يقتلنا كل يوم من شدة البرد فانا واطفالي وزوجي العليل نصارع الموت كل ليلة تمر علينا وبالخصوص ليالي المطر “.
واضافت ان “العمل الذي اقوم به لست الوحيدة بل الكثير من نساء قريتنا تعمل معي وهو البحث في النفايات على صناديق بلاستيك او قناني المشروبات وكل شيء نستطيع بيعه فهمي عيادة زوجي المريض وجلب لقمة العيش لاطفالي “.
بينما ام احمد (55سنة ) التي اوقفتنا بعد نزولها من عربة مليئة بالاغراض التالقة والقديمة حصلت عليها من النفايات قالت ان ” العمل الذي نعمل به في مجتمع يدعي انه محافظ لا يرضي احد ولكن ما نفعل لا زوج موجود ليعيننا ولا حكومة تعمل على انتشالنا من وضعنا البائس “.
مضيفة ان “اطفالي اليتاما حرمو من الدراسة بسبب الفقر الذي نمر به فأن توفرت الملابس من اين نوفر المصرف وان توفر من اين نوفر النقل ومستلزمات الدراسة”.
لم نرغب ان نضع في هذا التقرير الجهات التي دائما ما تعطي وعود عبثية ولا عمن يتحدث عن حقوق الانسان البعيدة كل البعد عن ما موجود هنا بل بحثنا معهم عن مساحة استراحتهم في يوم طويل لشدة التعب واحلام متطايرة بهواء الشتاء البارد تبحث عن دفئ الحياة لا غير .
Post a Comment