Header Ads

اين ذَهَبتَ الـ 70 ياترى ؟؟


اين ذَهَبتَ الـ 70 ياترى ؟؟

زيد الفتلاوي





علمنا الاسلام الحنيف الكثير من الادبيات والاخلاقيات التي على الانسان ان يتصف بها لكي يعيش حياته بالصورة الصحيحة حسب الخطة الالهية المرسومة من رب العباد للانسان نفسه وتختلف هذه الاخلاقيات فيما بينها فمنها على ما يترتب على تركها مضار والعمل بها يجني الثمار وكلا حسب احتياجها في المواقف خلال مسيرة الحياة الانسانية ،ومن هذه الاخلاقيات المهمة التي غابت عنا ومع شديد الاسف هي التماس العذر وما يعرف بالمحمل الحسن فيما بيننا وقد وردت السور و الاحاديث والروايات في صدد هذه الصفة حيث قال تعالى (( ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن اثم )) وعن الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم قال ( احمل لاخيك سبعين محملا من الخير )) وعن الامام جعفر الصادق عليه السلام قال (إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا.. فإن أصبته، وإلا قل: لعل له عذرًا لا أعرفه) والكثير من الاحاديث المروية من اجل العمل على ما اوصانا به ديننا الحنيف في حمل الاخ على 70 محملاً ان تاخر في مساعده ما او تاخر عن موعد او اي شيء يفعله لا يجدي نفعاً عليك ولا ضراً في بعض الاحيان ،ولكن مع شديد الاسف كل هذه الـ70 قد رحلت ورحل معها حتى المحمل وبدات حياتنا تسير بسوء الظن من خلال كلمة او موقف بسيط نذهب لنحلله حسب اهوائنا سلبياً لتبنى الشكوك والظنون والاوهام التي تكون بداية للمشكلات ومع اقرب الناس رغم وجود التاكيد على هذه المسالة من الله ورسوله واهل بيته لذلك يجب أن تبنى العلاقة على أساس من التسامح و تقييم المواقف و الافعال على مبدأ عدم سوء الظن ،فعند الحكم على الآخرين يجب علينا التمهل و عدم التسرع في تفسير المشهد الحادث و سوق الاتهامات دون أن نجد لها في بادئ الأمر المبررات أو البحث عن الظروف التي كانت السبب وراء حدوث الفعل ،فنحن في نهاية الأمر أناس ليس لدينا علم بالغيب و ليس لدينا علم بما يختلج في صدور الآخرين و ضمائرهم فهذا شخص ألقى كلمة بدون قصد فكانت السبب لقطع علاقة بينه و بين صديقه ، و هذه تأخرت عن زيارة جارتها المريضة فاتهمت بعدم المبالاة و عدم احترام قواعد الجيرة دون معرفة الموانع التي منعتها من الحضور،و هذا الزوج لم ينفذ ما طلبته منه زوجته لسبب ما فنشب الخلاف بينهما و حل محل المودة و الرحمة الجفاء و العداء، و كثيرة هي الأمثلة على ذلك.فعند مواجهة موقف معين لا تبدأ بسوق التهم بل أبدأ يسوق المبررات فإذا عجزت عن إيجاد مبرر مقنع لما حدث فلا مانع من مصارحة الشخص المعني بالأمر و التوضيح له أنك فهمت الموقف بهذه الكيفية و ذلك المعنى فأن كان يقصد ذلك فعلا فالمصارحة أحد الطرق الموصلة لحل المشكلة و إن لم يكن يقصد ذلك فسوف يعرض لك مبرراته و يبرأ ساحته و قد يعتذر لك عن ما بدر منه و انه لم يكن في نيته أن تفهم الأمر كما فهمته من جهتك و بذلك تخلصت من سبب قد يؤدي إلى وقوعك في مشكلة ما ، فالحياة أقصر من أن نضيعها في خلاف مع هذا أو عداوة مع ذاك وختاما نقوم :
تأن ولا تعجل بِلِومك صاحباً _______________ فلعل َ عُذراً وانتَ تلوم ُ

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.