Header Ads

كُل إناء بما فيهِ ينضحُ


 كُل إناء بما فيهِ ينضحُ



زيد الفتلاوي

يطلق هذا المثل للتعبير عن خاطر الإنسان ، وما تظهر عليه من تصرفات نابعة من خلجات الروح تكون مطابقة لواقعه الذي يريد ان يخفيه عن الاخرين . فالنفس التي نشبهها بالإناء في هذا المثل ان امتلأت بالحقد والكراهية وانواع السلبيات لا تستطيع ان تبث الخير والصلاح لان ذلك مخالف لما امتلأت به ، والعكس ايضا اي ان امتلاءت بالخير والصلاح لا تستطيع ان تبث وتنضح غير ذلك  ، فكثيرا ما نلاحظ على بعض الاشخاص ما يدل على طبعه الاصلي وان حاول التطبع  والتستر ومهما اراد التخفي خلف الأقنعة  فلابد أن تسقطها المواقف  ومهما ادعى المثالية فالإحتكاك به ومعرفته عن كثب سوف يبين معدنه , ولكن كيف يكون التعامل مع هكذا اناس ؟ فالتعامل معهم فن من الصعب اتقانه ولكن ليس من المستحيل اطلاقا تعلمه . ان كنوز هذا الفن أن تجعل معرفة من تتعامل معه اساسا للتعامل  فاللئيم والعدواني والغيور و الحاقد لا يمكن ان يفهم معنى كرم التعامل وغيره ولا تكن متفائلاً وتحسب انك بحسن تعاملك ستفعل ما يفعله السحر  وتغير من المتسترين باقنعة الابداع فالابتعاد عنهم خير من الانشغال بجدالهم  وكما يقال ( لا تعاشر الا اناساً من مقامك وقدرك فلا يمزج الزيت بالماء ولا الخل مع الحليب ) فالحكيم من يتعامل مع الناس حسب عقولهم وحسب ادراكهم للواقع ، وقيمة الانسان ما يصنع لا مايتحدث عنه الاخرون ولا اجد شيئاً يستحق العناء والتعب في مواجهة هكذا اشخاص متسترون عن واقعهم ، حيث يحكى في قديم الزمان  إن  هناك قرية صغيرة لم يعرف أهلها التمدن بعد وكانوايسمعون الأعاجيب عن المدينة وعاداتها المختلفة  وكانوا يريدون أن يعرفوا حقيقة ما يسمعون عنه طوال الوقت وفي أحد الأيام سافر منهم رجلان إلى المدينة  غابا لمدة  ثم عاد واحدهما التفوا حوله و سألوه: كيف وجدت المدينة ؟ كيف هم أهلها ؟؟ ما حقيقة ما كنا نسمع عنه؟ أجابهم الرجل بثقة: لقد ذهبت بنفسي و عرفت الحقيقة , الحقيقة هي أن المدينة هي مرتع الفساد وكل أهلها سكيرون لا يدينون بشيء ... لقد كرهت المدينة ،عرف الناس الإجابة التي انتظروها طويلا ، فانفضوا و عاد كل منهم لعمله وبعدها بأيام عاد الرجل الثاني لم يهتموا لسؤاله عن رأيه ، إلا أنهم التفوا حوله حين وجدوا له رأيا لم يتوقعوه لقد ذهبت بنفسي وعرفت الحقيقة والحقيقة هي أن المدينة مليئة بدورالعبادة وكل أهلها متدينون طيبون لقد أحببت المدينة ، أصيب الناس بالارتباك ، هل المدينة سيئة أم جيدة؟ هل أهلها طيبون أم أشرار؟ لم يجدوا مجيبا على هذا الأسئلة إلا حكيم القرية كان شيخا كبيرا خبر الحياة وعرف الكثير ويثق الجميع في رأيه كان هو ملاذهم الوحيد ذهبوا إليه بالقصة و سألوه: أحدهم قال أن المدينة فاسدة مليئة بالأشرار والآخر قال أنها فاضلة مدينة بالأطهار ... أي منهم نصدق؟أجاب الحكيم : كلاهما صادق وحين رأى نظرات الحيرة على وجوههم استطرد الأول لا أخلاق له لذا ذهب إلى أقرب حانة حين وصل المدينة ،فوجدها ممتلئة بالناس بينما الثاني تدين صالح لذا ذهب إلى المسجد حين وصل المدينة ، فوجده ممتلئا بالناس وأضاف من يرى الخير فهو لا يرى إلا ما في داخل نفسه ومن يرى الشر فهو لا يرى إلا ما في داخل نفسه                    

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.