Header Ads

أجبرونا على قول لا




زيد الفتلاوي
لا … حرف جواب يستعمل عند الجواب عن الجملة المنفية وقد فاقت شهرته بقية أحرف الجواب من بين اقرأنه   على الرغم من كونه لا يعد الوحيد في هذا الميدان وقد يستخدم لحالات تختلف تبعاً لظروف المتكلم فمرة نستعمله في إبعاد خطر ٍ ما مثل قول ( لا تلعب بالنار... ) ومرة نستعمله في إبعاد فضيلة عن شخص كقولنا ( لا أخلاق لديك ... ) ومرة نستعمله في إبعاد تهمة عن أخر كقولنا ( لا علاقة له بما يحدث ... ) وهذا الحرف ( لا ) يدخل بهدوء لينفي معان قد عدت في جمل محكومة مما جعله من الحروف المتميزة والمشهورة في الأوساط اللغوية لذلك صار ضيفنا في هذه الأسطر
 انتشرت في العراق بعد عام 2003 الكثير من الظواهر التي ساعد بعضها على رقي المجتمع بينما عمل بعضها على تسافله ليكون عامل مساعد على الانحراف والشواهد كثيرة لا أحب إن أغوص في بحرها لانتشل رؤوس تلك الظواهر التي أغرقت وغرقت في الانحراف وتوجد ظواهر معتدلة بل تميل إلى الحسنة والجميلة ولكن يبقى لمعان رونقها على مستخدميها ، ومن تلك الظواهر هي التشجيع الرياضي المتعصب للفرق الأوربية في هذا الوقت وأشهرها ( ريال مدريد وبر شلونا ) هذان الفريقان اللذان صار لهما صدى واسع بل أخذا مساحة واسعة من عقول وقلوب العالم اجمع وبالأخص الشعب العراقي والواقع خير دليل على ما أقول فراحت هذه الظاهرة تسير في المجتمع كآفة قاتلة وسحر عجيب ما ان يعلن حكم المباراة انتهاء وقت اللعبة حتى ترتفع الأيادي والأصوات وتتشابك الأجسام انتقاما على خسارة احد الفريقين ويصل الحال الى القتل متناسين ان الرياضة والروح الرياضة هي فن وذوق وأخلاق لا تصنع تلك الألقاب هي لا بل تساعد على ترجمتها على ارض الواقع ولكن ما نراه هذه الأيام هو دخول حرف لا السابق ذكره لتتصدر تلك المفردات لتتحول ( لا فن ولا ذوق ولا أخلاق ) عند الكثير من مشجعي الفرق الرياضية مع احترامي للباقين الذين ليسوا  في مقصدي فالـ (لا) تأتي على شخص في مهنة التمريض في مستشفى ترك مريضاً يشكو من التهاب الزائدة الدودية حتى انفجرت وتسببت بمقتله من اجل ان يشاهد تلك المباراة فـ (لا) لشخص حَوَّل مقهى لالتقاء الشباب إلى ساحة مصارعه عارمة بسبب خسارة الفريق الذي يشجعه ولا لشخص ترك أخلاقه جانبا لكي يشفي غليله من أخيه لخسارة فريقه و(لا) لشخص صار سبباً  في هدم عائلة بعد طلاقه لزوجته بسبب خسارة فريقه بعد ما كانت تزعجه حسب مايدعي و(لا) وألف (لا) نقولها لكل من يترك أخلاقه جانباً ليعبر عن انزعاجه او فرحه بجهل ويعمل على إشعال التصارع بين الآخرين ومتابعي تلك البطولات الرياضية التي نتمنى ان تعكس أساسياتها على المجتمع ليكون مجتمعاً واعياً يحمل روحاً رياضية فعلا لا روحاً همجية استعبادية  فتعساً لمن حولها الى (لا ذوق ولا فن ولا أخلاق) …


هناك 4 تعليقات:

  1. طرح موفق وسلمت يداك على تلك الـ"لا" واضم صوتي الى صوتك وأقول لا والف لا لمثل هذه التصرفات التي لا يمكن ان تكون لنا في يوم عنوانا

    ردحذف
  2. استاذ ابو ضياء وسلمت على مرورك ومتابعتك فعلا هي تصرفات طائشة اذهبت بمتعة التشخيص والترفيه في مشاهدة هذه المباراة

    ردحذف
  3. لا لكل من جعل من هموم الشعوب الأخرى و أمورهم هماً له متناسياً أفراد شعبه العراقي و همومهم .

    ردحذف

يتم التشغيل بواسطة Blogger.